Senin, 04 Juni 2012

الإمام العلامة علي جمعة



سيرة الإمام العلامة (مسيرة مجتهد ومجاهد) هو الإمام العلامة الحجة الفقيه الأصولي المفسر، غُرَّة الزمان، مجدد العصر، مفتي الديار المصرية، من أحيا السلف الصالح، ومآثرهم، وأتحف المتقين بإحياء علوم الدين، وأقام الحجة للمؤمنين في مواجهة الملحدين، سيدي ومولاي تاج الرؤوس، وجوهر النفوس أبو عبادة نور الدين علي بن جمعة بن محمد بن عبد الوهاب بن سليم بن عبد الله بن سلمان رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مثوانا ومثواه، وبارك في علمه، وعمله، وعمره، ونفع به. آمين. مولده: ولد رضي الله تعالى عنه، في مدينة «بني سويف» من أعمال صعيد مصر، في فجر يوم الاثنين الموافق السابع من شهر جمادى الآخر سنة 1371هـ، الموافق الثالث من شهر مارس سنة 1952م. نشأته: نشأ الإمام العلامة رضي الله تعالى عنه في بيت علم وتقوى، فتربى على فضائل الأخلاق والقيم الحميدة، وغرست فيه المبادئ النبيلة، ووجد منذ نشأته مكتبة عامرة لأبيه الذي كان حريصًا على الاطلاع والثقافة، ومازالت كثير من هذه الكتب تعمر بها مكتبة شيخنا إلى يومنا هذا، وقد بدأ في تلقي العلم منذ كان عمره خمس سنوات، وحصل على الشهادة الابتدائية سنة 1963م، وعلى الشهادة الإعدادية سنة 1966م من مدينة «بني سويف»، وكان قد بدأ حفظ القرآن الكريم في سن العاشرة، وأتمه قراءة على المشايخ في سنة 1969م. ثم انتقل إلى القاهرة؛ حيث دخلت أخته كلية الهندسة بجامعة القاهرة، فحصل على الشهادة الثانوية سنة 1969م، وعلى بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس في مايو سنة 1973م. وفضيلة الإمام تزوج وأنجب ثلاث بنات تزوجن كلهن وأنجبن له أحفادًا. طلبه للعلم الشرعي التحق فضيلة الإمام بجامعة الأزهر الشريف، وبدأ تلقي العلم على كبار المشايخ ممن سنذكرهم في مشايخه، وحفظ كثيرًا من المتون المقررة في الأزهر الشريف، فحفظ «تحفة الأطفال» في التجويد، و«ألفية ابن مالك» في النحو، و«الرحبية» في المواريث، و«متن أبي شجاع» في الفقه الشافعي، و«المنظومة البيقونية» في علم الحديث، وغيرها كثير من الضوابط والفوائد التي أثرت تأثيرا واضحا في علمه واستحضاره. وتخرَّج في جامعة الأزهر في سنة 1979م، ثم أكمل مرحلة الدراسات العليا في تخصص أصول الفقه في كلية الشريعة والقانون، حتى نال درجة التخصص (الماجستير) في سنة 1985م بدرجة ممتاز، ثم حصل على درجة العالمية (الدكتوراه) بمرتبة الشرف الأولى سنة 1988م. بعضا من شيوخـــه 1- الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري، المغربي، 2ـ - الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، 3ـ الشيخ محمد أبو النور زهير، وكيل جامعة الأزهر، وأستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة، 4ـ الشيخ جاد الرب رمضان جمعة، عميد كلية الشريعة والقانون بالقاهرة، 5ـ الشيخ الحسيني يوسف الشيخ، أستاذ الشريعة وأصول الفقه بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة بجامعة الأزهر، ومشايخ الشيخ ممن تلقى عنهم العلم والإجازة بالتربية كثيرون ذكر منهم في سيرته الذاتية: (الشيخ/ محمد الحافظ التيجاني، شيخ الطريقة التيجانية، ورئيس تحرير مجلة الطريق إلى الله، والشيخ/ إبراهيم أبو الخشب، شاعر ثورة 1919م، والأديب المعروف، وأستاذ الأدب بالأزهر، الشيخ/ محمد محمود فرغلي، عميد كلية الشريعة والقانون، الشيخ/ السيد صالح عوض، عميد كلية الشريعة والقانون، الشيخ/ علي أحمد مرعي، عميد كلية الشريعة والقانون، الشيخ/ إسماعيل الزين اليمني الشافعي، المكي إقامةً، السيد / محمد علوي المالكي، العلامة المعروف، الشيخ/ عوض الزَّبِيدي، المكي إقامةً، الشيخ/ صالح الجعفرى، علم الأعلام المعروف، الشيخ/ أحمد حمادة الشافعي النقشبندي، من تلامذة الشيخ/ محمد أمين البغدادي، الشيخ / محمد زكي الدين إبراهيم الحنفي مذهبا، الشاذلي طريقة، رائد العشيرة المحمدية بالقاهرة، وغيرهم كثير بعص مؤلفاته ألَّف فضيلة الإمام العلامة كتبا، وحقق تراثا، وأشرف على موسوعات ومشاريع علمية ضخمة نجملها فيما يلي، ثم بعد ذلك في الفصل الثالث نتكلم ولو عن بعضها بالتفصيل، ونسكنها في منهجه العلمي؛ لنعلم كيف يفكر ذلك الإمام العلامة: المصطلح الأصولي والتطبيق على تعريف القياس. الحكم الشرعي عند الأصوليين. أثر ذهاب المحل في الحكم. الإمام البخاري. الإمام الشافعي ومدرسته الفقهية. الأوامر والنواهي. قول الصحابي. الكلم الطيب .. فتاوى عصرية 1. الكلم الطيب .. فتاوى عصرية2. الدين والحياة .. فتاوى معاصرة. الجهاد في الإسلام. سمات العصر .. رؤية مهتم. سيدنا محمد رسول الله للعالمين. الكامن في الحضارة الإسلامية. أحكام الحج. الفتاوى العصرية [دار الفاروق]. فقه التصوف. الموسوعة القرآنية المتخصصة .. صدرت عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. موسوعة علوم الحديث .. صدرت عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. رياض الصالحين للإمام النووي، دار الكتاب اللبناني. جوهرة التوحيد للباجوري، دار السلام. شرح ألفية السيرة للأجهوري، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. المقارنات التشريعية، لمخلوف المنياوي (مجلدان طبعة دار السلام) المقارنات التشريعية، لعبد الله حسين التيدي (4 مجلدات دار السلام). التجريد، للقدوري الحنفي (مجلدان دار السلام). الأحكام الشرعية في الأحوال الشخصية لمحمد قدري باشا (دار السلام).


الكسوف والخسوف ايتان من ايات الله تعالى للناس


بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة لخسوف القمر بمعهد دار الاستقامة للتربية الاسلامية
يوم الاثنين 4 يونيو 2012 بعد صلاة المغرب
 بقرية كيسا وون  - مدينة سيرانج  - بنتن – اندونيسيا

الكسوف والخسوف ايتان من ايات الله تعالى للناس  
الحمد لله الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر ، وأشهد أن لا إله إلا الله المنجي من عذاب النار وعذاب القبر ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ما أشرقت شمس وأنار بدر . . أما بعد :
فقد خلق الله الليل والنهار والشمس والقمر لحكمة بالغة وغاية سامية ، فهم يسبحون الله تعالى لقوله تعالى : { لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون } ، فالليل سكن وراحة واطمئنان والقمر نوره ، أما النهار فمعاش وكد وتعب ونصب والشمس ضياؤه ، ولهذا قال الله تعالى : { وهو الذي جعل لكم الليل لباساً والنوم سباتاً وجعل النهار نشوراً } ، والله تعالى حكيم عليم لا يخلق شيئاً عبثاً ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، وإنما خلق كل شيء لحكمة ، ومما خلق الله تعالى الشمس والقمر ، وهما آيتان من آيات الله تعالى خلقا من أجل مصلحة عامة أو خاصة وكل ذلك بتقدير الله عز وجل ، فقال جل من قائل سبحانه : { هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون } ، وقال تعالى : { فالق الإصباح وجعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً ذلك تقدير العزيز العليم } ، يقول بن كثير في تفسير هذه الآية : " والشمس والقمر حسباناً أي يجريان بحساب مقنن مقدر ، لا يتغير ولا يضطرب ، بل لكل منهما منازل يسلكها في الصيف والشتاء ، فيترتب على ذلك اختلاف الليل والنهار طولاً وقصراً " انتهى . وقال بن سعدي في تفسير هذه الآية : " والشمس والقمر حسباناً ، بهما تعرف الأزمنة والأوقات فتنضبط بذلك أوقات العبادات ، وآجال المعاملات ، ويعرف بها مدة ما مضى من الأوقات " انتهى .
عباد الله : من حكمة الله تعالى أن جعل في تلك الآيتين العظيمتين _ الشمس والقمر _ جعل فيهما تخويفاً لعباده إذا طغوا وبغوا ، أن يراجعوا دينهم قبل أن يحل بهم عذاب ربهم ، ولهذا كان الكسوف والخسوف ظاهرتين غريبتين يخوف الله بهما عباده ، قال تعالى : { وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً } ، لذلك كان الدافع للكسوف والخسوف هو تخويف العباد ، وليس أموراً فلكية عادية طبيعية فحسب كما يصورها أعداء الملة والدين ، ليبعدوا المسلمين عن دينهم ، لتقسوا قلوبهم ، ولا يعد لديهم أي اهتمام بهذه الآية العظيمة ، حتى أن البعض منهم يفرح ويستبشر بوجود هاتين الآيتين ، ومنهم من يذهب إلى قمم الجبال ، وأعالي التلال ، ليشاهدوا ذلك الحدث العظيم بالمناظير والتلسكوبات ، ويغمرهم الفرح والسرور ، وغفلوا بل عميت عقولهم عن السبب الحقيقي لذلك ، فرحماك ربنا رحماك .
أيها المسلمون : معلوم أن الكسوف والخسوف لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، فالأمر أكبر من ذلك وأخطر ، فهي آيات من آيات الله تعالى الدالة على عظمته وجبروته وقوته ، ليخوف بها عباده حتى يتوبوا إلى بارئهم ، ويعودوا إلى دينهم ، فالواجب إذا رأى الناس ذلك أن يفزعوا خائفين وجلين ، مبتهلين باكين ، ويتضرعوا إلى الله بالدعاء والتوبة والإنابة ، وأن يكثروا من الاستغفار ، ويظهروا الافتقار للواحد القهار ، ويكثروا من الصدقة وأعمال البر والخير ، والإحسان إلى الفقراء والمساكين ، ومساعدة اليتامى والأرامل ، وأن يهرعوا إلى الصلاة ، وهي صلاة غير مألوفة ، لم يألفها الناس ولم يعتادوها .
أيها الأخوة في الله : كسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ففزع وفزع معه المسلمون فزعاً شديداً ، وخرج عليه الصلاة والسلام مسرعاً إلى المصلى ، حتى أن رداءه سقط على الأرض ولم يشعر به من شدة فزعه وخوفه ، وهول تلك الآية العظيمة ، وعندما وصل المصلى نادى مناد بالناس ( الصلاة جامعة ) ، فاجتمع الناس رجالاً ونساءً ، صغاراً وكباراً ، فصلى بهم صلاة غريبة لغرابة واقعتها ، والناس يصرخون ويبكون خوفاً من الله تعالى ، ولقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الصلاة ، رأى الجنة والنار ، ورأى أموراً جساماً ، فرأى النار ، فقال : ما رأيت منظراً أفظع منها _ اللهم أجرنا من النار _ ثم بعد الصلاة خطب الناس خطبة بليغة وعظهم وذكرهم بربهم سبحانه ، وخوفهم من عقوبته وسطوته .
معاشر المسلمين : حالنا اليوم مع الكسوف والخسوف حال غريبة قد لا تمت للإسلام بصلة والعياذ بالله ، فكم وقع الكسوف والخسوف ، وكم صلينا تلك الصلاة ، ومع ذلك فالناس بل أكثرهم ما بين لهو ولعب ، ومشاهدة للحرام عبر القنوات والشاشات والمجلات ، وجلوس على الشوارع والأرصفة لسماع دندنة خبيثة محرمة ، وآخرون نائمون لاهون غافلون ، وكثيرون غارقون في بحر الذنوب والمعاصي ، فإذا رأوا تلك الآيات لم يحرك ذلك فيهم ساكناً ، فهل بعد هذه الغفلة من غفلة ، فهم سكارى وما هم بسكارى ، ألهتهم المغريات والملهيات ، فلا إله إلا الله ، وسبب ذلك ما أوقعه أعداء الدين في قلوب المسلمين ، من تهوين وتسهيل لأمر الكسوف والخسوف ، وأن ذلك أمر طبيعي يحدث كل عام ، وأن سببه ظاهرة طبيعية لا خوف ولا قلق منها البتة ، حتى قست قلوب كثير من المسلمين فهي كالحجارة أو أشد قسوة ، والصحيح أن الكسوف والخسوف آيتان من آيات الله تعالى يظهرهما لحكمة بالغة ، ليراجع الناس دينهم ويصحوا من غفلتهم ، لكن وللأسف قد فتم للأعداء ما أرادوا ، فتساهل الناس بأمر الكسوف والخسوف ، حتى لم يقبل على المساجد إلا كبار السن ومن كتب الله لهم الهداية والتوفيق ، أما الآخرون فهم غارقون في سباتهم وغفلتهم ولهوهم ولعبهم ، لا خوف ولا حياء من الله تعالى ، نسأل الله أن يرد المسلمين إليه رداً جميلاً .
عباد الله : هناك سببان للكسوف والخسوف ، سبب حسي ، وآخر شرعي ، فالسبب الحسي لكسوف الشمس ، أن القمر يقع بينها وبين الأرض فيحجب ضوءها عن الأرض ، أما سبب خسوف القمر ، فهو وقوع الأرض بين الشمس والقمر ، فتحول الأرض بينهما ، ومعلوم أن القمر جرم معتم يستمد نوره من الشمس ، فإذا حالت الأرض بينهما وقع الخسوف .
أما السبب الشرعي وهو المهم ، فيتضح جلياً في الحديث الذي رواه المغيرة بن شعبة قال : كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم فقال الناس : كسفت الشمس لموت إبراهيم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الشمس والقمر لاينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا الله " ، وعن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ، ولكن الله تعالى يخوف بها عباده " [ البخاري ] ، إذاً السبب الشرعي في حدوث الكسوف والخسوف هو تخويف الله للعباد ، ليتركوا ما وقعوا فيه من الذنوب والمعاصي والآثام الجسام ، وتوالى حدوث تلك الآيات في هذا الوقت بالذات لكثرة المغريات الحياتية ، والانفتاحية والإباحية التي تعيشها معظم المجتمعات ، فانجرف الناس في تيار الحضارة الزائفة ، فضلوا أنفسهم وأضلوا غيرهم ، فأرسل الله تبارك وتعالى تلك الآيات تخويفاً وإنذاراً لعباده كيلا يحل بهم ما بحل بمن سبقهم من الأمم الغابرة ، فعليهم أن يرجعوا إلى ربهم ويعودوا إلى دينهم حتى لا يقع بهم سخط الله وغضبه ، قال تعالى : { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون } ، فالواجب على المسلم إذا رأى تلك الآيات العظام والعلامات الجسام أن يبادل إلى طاعة ربه ومولاه ، وأن يفزع إلى الصلاة خوفاً من ربه سبحانه ، ويترك ماسوى ذلك من ملاه وملاعب ومغريات .
عباد الله : بالنسبة لكسوف الشمس لا يمكن أن يحدث إلا في أواخر ليلة الثامن والعشرين ، أو التاسع والعشرين ، أو الثلاثين ، لأنه في تلك الأيام يكون القمر قريباً من الشمس فيحجب بعض ضوئها عن الأرض فيحدث الكسوف ، أما خسوف القمر فلا يحدث إلا في أيام إبدار القمر ، أي في الأيام التي يكون فيها القمر بدراً ، ويكون ذلك في ليلة الثالث عشر ، والرابع عشر ، والخامس عشر [ انظر فتاوى بن تيمية 12/370 ] .
أيها المسلمون : أما كيفية صلاة الكسوف فهي كما صليناها ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس ، فقام فأطال القيام ، ثم ركع فأطال الركوع ، ثم قام فأطال القيام ، وهو دون الأول ، ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ، ثم سجد فأطال السجود ، ثم فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى ، ثم انصرف وقد انجلت الشمس ، فخطب الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا ، وصلوا ، وتصدقوا ، ثم قال : يا أمة محمد ، والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته ، يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً " [ البخاري ] .
الخطبة الثانية
الحَمْدُ ِللهِ الَّذِى خَلَقَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالقَمَرَ نُوْرًا  , وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ , اللّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلى عَبْدِكَوَرَسُوْلِكَ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ
أَمَّا بَعْدُ فَيَا أَيُّهَا المُؤْمِنُوْنَ اتَّقُوْا اللهَ أُوْصِيْكُمْ وَإِيَّايَ بِتَقْوَى اللهِ وَطَاعَتِهِ فَقَدْ فَازَ المُتَّقُوْنَ

هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ  إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ 
إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَااَّلذِيْنَ آمَنُوْ ا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا  اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وعلى آلِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ
اللّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ إِنَّكَ غَفَّارًا فَأَرْسِلِ السَّمَآءَ عَلَيْنَا مِدْرَارًا اللّهُمَّ إِنَّا نَعُوْذُبِكَ مِنَ الذُّنُوْبِ الَّتِي تَمْنَعُ غَيْثَ السَّمَآءِ وَ نَعُوْذُبِكَ مِنَ الذُّنُوْبِ الَّتِي تُذِلُّ الأَعِزَّ وَ تُدَلِّلُ الأَعْدَاء,  اللّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِيْنَ وَالمُسْلِمَاتِ وَالمُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ الأحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأمْوَاتِ إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدَّعَوَاتِ وَقَاضِيَ الحَاجَاتِ  وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوْبِهِمْ وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ وَانْصُرْهُمْ عَلَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ , اللّهُمَّ لا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لايَخَافُكَ وَلا يَرْحَمُنَا , اللّهُمَّ انْصُرِ المُجَاهِدِيْنَ الَّذِيْنَ يُجَاهِدُوْنَ فِي سَبِيْلِكَ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ ,  اللّهُمَّ أَعِزَّ الإسْلامَ وَالمُسْلِمِيْنَ وَأَذِّلَّ الشِّرْكَ وَالمُشْرِكِيْنَ وَدَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّيْنِ وَانْصُرْعِبَادَكَ المُؤْمِنِيْنَرَبَّنَا لاتُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّاب رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
عِبَادَ اللهِ ! إِنَّ اللهَ يَأْمُرُبِالعَدْلِ وَالإ حْسَانِ وَاِيْتَآءِ ذِيْ القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ فَاذْكُرُوْا اللهَ العَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوْا عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَاسْأَلُوْهُ مِنْ فَضْلِهِ يُعْطِكَمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُوْنَ